جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية

مدينة إربد

تقع مدينة اربد في شمال المملكة فيما يسمى جغرافياً بسهل حوران الذي يمتد من نهر الزرقاء في الأردن إلى جنوب دمشق في سوريا. المنطقة التي اشتهرت تاريخياً بزراعة الحبوب حيث كانت محاصيلها من القمح تصدر إلى معظم المناطق حتى روما.

اربد البدايات، أربيلا حسب رواية آشور وأرابيلا حسب رواية الإغريق وتعني الأرض الخصبة حيث بُنيت في موقع متوسط بين مُدن حلف الديكابولس العشرة. إربد التي تعود بداياتها إلى العصر البرونزي المتوسط، حيث تشير الأدلة إلى وجود مدينة كبيرة في الموقع في العصر البرونزي المتأخر. توالت الحضارات على مدينة إربد فقد خضعت لحكم الآشوريين القادمين من بلاد الرافدين في القرن الثامن قبل الميلاد،  ثم الفراعنة في القرن السادس قبل الميلاد ، ثم طردهم البابليون في عهد نبوخذ نصر واحتلوا المدينة عام 586 قبل الميلاد. وبعد ذلك استطاع الفرس القضاء على البابليين واحتلوا المناطق التابعة لهم بما فيها إربد عام 539 قبل الميلاد، وبقيت المدينة تحت سيطرتهم إلى أن جاء الإغريق بقيادة الإسكندر المقدوني واحتلوا المدينة بانتصارهم على ملك الفرس داريوس عام 333 قبل الميلاد. ثم أصبحت إربد خاضعة للحكم الروماني عام 64 قبل الميلاد، حيث كانت ضمن ولاية سورية وعاصمتها أنطاكية.

أصبحت إربد تحت الحكم الإسلامي بعد معركة اليرموك عام 13 هجري 634 ميلادي، وبقيت المدينة مزدهرة في العصر الأموي، وذلك لقربها من عاصمة الخلافة دمشق.

وإربد اليوم تعتبر ثاني أكبر مدينة في الأردن بعد العاصمة عمان ويتجاوز عدد سكانها نصف مليون نسمة, يعتمد اقتصاد المدينة بشكلٍ أساسي على الموارد البشرية وخاصة فئة المتعلمين نتيجة لتراجع النشاط الزراعي، إلا أن هذا لا يُقلّل من أهمّية الأنشطة الزراعية والصناعية والتجارية الأخرى القائمة في المدينة والمناطق المحيطة بها مثل مدينة الحسن الصناعية والشركات الزراعية التي تستثمر الأراضي الخصبة المحيطة بالمدينة بالإضافة إلى المجمعات التجارية الكبيرة التي انتشرت في المدينة. ويوجد في إربد خمسة جامعات جامعة اليرموك، جامعة العلوم والتكنولوجيا، جامعة إربد الأهلية وجامعة جدارا وكليتا الحصن الجامعية وإربد الجامعية التابعتان لجامعة البلقاء التطبيقية والعديد من كليات المجتمع والكليات التقنية ومعاهد التدريب المهني. أما في القطاع الصحي ففي المدينة عشر مستشفيات والكثير من المراكز الطبية المتعددة التخصصات والكثير الكثير من العيادات الخاصة والمتخصصة ومراكز الأشعة والمختبرات الطبية ومراكز العلاج الطبيعي.

هذي إربد التي ما زالت بيوت رجالها شاهدة على تاريخها الابي، ففيها بيت أمير اللواء علي خلقي الشرايري وبيت عرار وفيها ابدع اديب عباسي، وأرّخ لها محمود غرايبه وكتب فيها ابناؤها اجمل قصائدهم، فهي قصة العشق الأول لأهلها وساحة الهوى وموئل المحبين، بشوارعها الوادعة وحواكير الريحان والياسمين وكواير القمح والود والمحبة، وتل إربد عبق تاريخ المكان، تاريخ أيقونات العلم والثقافة وقيم الحرية والتضحية.